فصل: التفسير الإشاري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وما فِي الأرض وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحج: 64]، وفي سورة لقمان: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [لقمان: 26]، للسائل أن يسأل عن زيادة ما في قوله في الآية الأولى: وما فِي الأرض؟ وزيادة لام الابتداء المؤكد في الجملة التي هي خبر إن وسقوط الحرفين في آية لقمان؟
والجواب: أن الزيادتين معًا للتأكيد، لا تدخل اللام الخبرَ لغير ذلك، وتكرار الموصول أيضًا لذلك فدخلتا في آية الحج لما قدرت الآية قبلها من السورة من بنائها على مقصود التأكيد فجواب هذين السؤالين حاصل مما تقدم. والله أعلم. اهـ.

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السماء مَاءً فَتُصْبِحُ الأرض مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)}.
ماءُ السماء يحيي الأرض بعد موتها، وماءُ الرحمةِ يحيي أحوال أهلِِ الزَّلةِ بعد تَرْكِها، وماءُ العناية يحيي أحوال بعد زوال رونقها، وماء الصولة يحيي أهل القربة بعد نضوبها.
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وما فِي الأرض وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64)}.
المُلْكُ له، وهو عن الجميع غني، فهو لا يستغني بمُلْكُه، بل مُلْكُه بصير موجودًا بخَلْقهِ إياه؛ إذ المعدوم له مقدور والمقدور هو المملوك.
ويقال كما أنه غنيٌّ عن الأجانب ممن أثبتهم في شواهد الأعداء فهو غنيٌّ عن الأكابر وجميع الأولياء.
ويقال إذا كان الغيُّ حميدًا فمعنى ذلك أنه يُعْطِي حتى يُشْكَر.
ويقال الغنيُّ الحميد المستحِقُّ للحمد: أعطى أو لم يُعْطِ؛ فإن أَعْطى استحقَّ الحمدَّ الذي هو الشكر، وإنْ لم يُعْطِ استحق الحمد الذي هو المدح.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأرض وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السماء أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرض إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)}.
أراد به تسخيرَ الانتفاع بها؛ فما للخَلْقِ به انتفاع ومُيَسَّرٌ له الاستمتاع به فهو كالمُسّخَّرِ له على معنى تمكينه منه، ثم يُرَاعَى فيه الإذنُ؛ فَمَنْ استمتع بشيء على وجه الإباحة والإذن والدعاء إليه والأمر به فذلك إنعامٌ وإِكرامٌ، ومَنْ كان بالعكس فمكْرٌ واستدراج.
وأمَا السفينة.. فإلهامُ العبد بصنعها ووجوه الانتفاع بها؛ بالحَمْل فيها وركوبها فَمِنْ أعظم إحسان الله وإرفاقه بالعبد، ثم ما يحصل بها من قَطْع المسافات البعيدة. والتوصل بها إلى المضارب النائية، والتمكن من وجوه الانتفاع ففي ذلك أعظمُ نعمة، وأكملُ عافية.
وجعل الأرض قرارا للخَلْقِ من غير أن تميد، وجعل السماء بناء من غير وقوع، وجعل فيها من الكواكب ما يحصل به الاهتداء في الظلام، ثم هي زينة السماء- وفي ذلك من الأدلة ما يوجب ثَلَجَ الصدر وبَرْدَ اليقين.
{وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإنسان لَكَفُورٌ (66)}.
إحياءُ النفوسِ وإماتتها مراتٌ محصورةٌ، وإحياءُ أوقاتِ العُبَّاد وإماتتها لا حَصرَ له ولا عَدَّ، وفي معناه أنشدوا.
أموتُ إذا ذكرتُك ثم أحيا ** فكم أحيا عليكَ وكم أموتُ

ويقال يُحْيي الآمالَ بإشهادِ تفضله، ثم يميتها بالإطلاع على تَعَزُّزِه.
ويقال هذه صفة العوام منهم، فأمَا الأفاضل فحياتُهم مسرمدة وانتعاشهم مؤبَّدّ. وأنَّى يحيا غيرُه وفي وجوده- سبحانه- غُنْيَةٌ وخَلَفٌ عن كل فائت؟. اهـ.

.التفسير الإشاري:

قال نظام الدين النيسابوري:
التأويل: {وكأين من قرية} قالب {أهلَكِناها} بضيق الصدر وسوء الخلق واستيلاء الغفلة. {وبئر معطلة} هي القلب الفارغ عن أعمال القوى الروحانية في طلب المعارف والحقائق {وقصر مشيد} وهو الرأس الخالي عن نتائج الفكر الصافي والحواس السليمة {أفلم يسيروا} في أرض البشرية عابرين على منازل السالكين إلى أن يصلوا إلى مقام القلب {فتكون لهم قلوب يعقلون بها} الرحمن بذاته {أو آذان} قلوب {يسمعون بها} أقواله أو أبصار بصائر يبصرون بها أفعاله. وإذا صح وصف القلب بالسمع والبصر صح وصفه بسائر وجوه الإدراكات، فقد يدرك نسيم الإقبال بمشام السر كقوله إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن وكقول يعقوب {إني لأجد ريح يوسف} [يوسف: 94] {ولن يخلف الله وعده} ليس خلفه في وعيد المؤمنين بخلف في الحقيقة لأنه تصديق قوله سبقت رحمتي غضبي {وإن يوما عند ربك كألف سنة} قيل: لأنه موجد الزمان وليس عنده صباح ولا مساء فوجود الزمان وعدمه وكثرته وقلته سواء عنده والاستعجال وضده إنما يتصور في المتزمنات قلت: ففيه أن الكل بأرادته وإن ما أراد الله فأسبابه متهيئة يحصل في يوم بأرادته مالا يحصل في ألف سنة بحسب فرضنا وتقديرنا ومن هنا قيل: جذبة من جذبات الرحمن توازي عمل الثقلين {أمليت لها} فيه انه تعالى يمهل ولنه لا يهمل {لهم مغفرة} أي ستر فمنهم من يستر زلته، ومنهم من يستر عليه أعماله الصالحة صيانة له عن الملاحظة، ومنهم من يستر عليه حاله لئلا يصيبه من الشهوة فتنة كما قيل:
لا تنكرن جحدي هواك فإنما ** ذاك الجحود عليك ستر مسبل

ومنهم من يستره بين أوليائه في باب العزة كما قال أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري ومنهم من يستر أنانيته بهويته فيقول أنا الحق وسبحاني. والرزق الكريم هو الخالي عن شوائب الحدوث لأنه من القديم الكريم {إلا إذا تمنى} فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بل الولي لا يليق به التمني بل ما على الرسول إلا البلاغ ولا على الولي إلا الرضا والتسليم، فلو بقي في أحدهم أدنى ملاحظة لغير الله كالحرص على إيمان القوم فوق ما أمر به ابتلاه ببلاء مجال الشيطان في أمنيته بقول أو بعمل، فتدركه العناية الأولية ويزيل الخاطر الشيطاني ويثبته على الخاطر الرحماني، ولا يكون لدخان الفتنة تاثير في نور يقينه كما لا تأثير للضباب في شعاع الشمس بخلاف من في قلبه ظلم الشبهات فإن ذلك الدخان يزيدها كدورة ورينًا حتى تأتيه ساعة سلب الاستعداد بالكلية، {أو يأتيهم عذاب يوم عقيم} هو الأبد لأنه لا ليل له وهو عذاب قطيعة لا وصلى بعدها {والذين هاجروا} عن أوطان الطبيعة في طلب الحقيقة {ثم قتلوا} بسيف الصدق والرياضة حتى تزكوا أنفسهم {أو ماتوا} عن أوصاف البشرية {ليرزقهم الله رزقًا حسنًا} فرزق القلوب حلاوة العرفان. ورزق الأسرار مشاهدات الجمال، ورزق الأرواح مكاشفات الجلال. {وإن الله لهو خير الرازقين} لأنه يرزق من أوصاف ربوبيته كما قال صلى الله عليه وسلم: «ابيت عند ربي يطعمني ويسقيني» {ومن عاقب} بالمجاهدة نفسه {بمثل} ما عاقبت النفس بالمخالفة قلبه {ثم بغي عليه} أي غلبت النفس على القلب باستيلاء صفاتها {لينصرنه الله} باستئصال النفس وتمحيق صفاتها {إن الله لعفوّ} لما سلف {غفور} لما بقي في نفوس الطالبين من الأنانية. {يولج} ليل السر في نهار التجلي وبالعكس، أو يولج ليل القبض في نهار البسط، أو ليل الهيبة في نهار الأنس {أنزل من} سماء القلب ماء الحكمة {فتصبح} أرض البشرية {مخضرة} بالشريعة وأرض القلوب والأرواح والأسرار بالعلوم والكشوف والأنوار والله أعلم بالصواب. اهـ.

.تفسير الآيات (67- 69):

قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هم نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما تقدم ذكر المناسك، وكان لكثرة الكفار قد يقع في النفس أن إقامتها معجوز عنها، وكشف سبحانه غمة هذا السؤال بآية: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} وما بعدها، فأنتج ذلك علمنا بتصرفه التام بقدرته الباهرة، وعلمه الشامل المقتضي لإقبال العباد إليه، واجتماعهم كلهم عليه، فمن شك في قدرته على إظهار دينه بمدافعته عن أهله، أو نازع فيه فهو كفور، ذكر بإظهار أول هذا الخطاب بآخر ذلك الخطاب مؤكدًا لما أجاب به عن ذلك السؤال من تمام القدرة وشمول العلم أنه هو الذي مكن لكل قوم ما هم فيه من المناسك التي بها انتظام الحياة، فإن وافقت الأمر الإلهي كانت سببًا للحياة الأبدية، وإلا كانت سببًا للهلاك الدائم، وهو سبحانه الذي نصب من الشرائع لكل قوم ما يلائمهم، لأنه بتغيير الزمان بإيلاج الليل في النهار على مر الأيام وتوالي الشهور والأعوام، بسبب من الأسباب- لأجل امتحان العباد، وإظهار ما خبأ في جبلة كل منهم من طاعة وعصيان، وشكر وكفران- ما يصير الفعل مصلحة بما يقتضيه من الأسباب بعد أن كان مفسدة وبالعكس، لاقتداره على كل شيء وإظهار اقتداره كما قال تعالى عند أول ذكره للنسخ {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} [البقرة: 106] الآيات، فعلم أن منازعتهم فيه كفر، فلذلك أتبع هذا قوله من غير عاطف لما بينهما من تمام الاتصال: {لكل أمة} أي في كل زمان {جعلنا} أي بما لنا من العظمة {منسكًا} أي شرعًا لاجتماعهم به على خالقهم حيث وافق أمره، ولاجتماعهم على أهوائهم إذا لم يوافقه، وعن ابن جرير أن أصل المنسك في كلام العرب هو الموضع الذي يعتاده الإنسان ويتردد إليه إما لخير أو لشر.
ولما كان بحيث إن ما أراده سبحانه كان لا محالة، قال: {هم ناسكوه} أي متعبدون به، لأنا ندافع عنهم من يعاديهم فيه حتى يستقيم لهم أمره، لإسعادهم به أو إشقائهم، فمن شك في قدرتنا على تمكينهم منه فهو كفور، فإن وافق الأمر كان ربحًا وإيمانًا، وإن خالفه كان كفرًا وخسرانًا.
ولما كان قد حكم بإظهار دينه على الدين كله، وبأن الكفار على كثرتهم يغلبون بعد ما هم فيه من البطر، أعلم بذلك بالتعبير بصيغة الزجر لهم بقوله مسببًا عن هذه العظمة: {فلا ينازعنك في الأمر} أي بما يلقيه الشيطان إليهم من الشبه ليجادلوا به، من طعنهم في دينك بالنسخ بقولهم: لو كان من عند الله لما أمر اليوم بشيء ونهي عنه غدًا.
لأنه يلزم منه البدء، فليس الأمر كما زعموا، بل هو دال على العم بالعواقب والاقتدار التام على شرع المذاهب، وغير ذلك من الشبه كما مضت الإشارة إليه، فلا يلتفت إليهم في شيء نازعوا فيه كائنًا ما كان، وروي أنها نزلت بسبب جدال الكفار بديل بن ورقاء وبشر بن سفيان الخزاعيين وغيرهما في الذبائح، وقولهم للمؤمنين: تأكلون ما ذبحتم وهو من قتلكم، ولا تأكلون ما قتل الله- يعنون الميتة.
ولما كان النهي عن المنازعة في الحقيقة له- صلى الله عليه وسلم- إلهابًا وتهييجًا إلى الإعراض عنهم لأنهم أهل لذلك، لأن كيدهم في تضليل، والإقبال على شأنه، وكان التعبير بما تقدم من تحويله إليهم لتأكيد الأمر مع دلالته على إجلاله- صلى الله عليه وسلم- عن المواجهة بالنهي، عطف عليه قوله: {وادع} أي أوقع الدعوة لجميع الخلق {إلى ربك} أي المحسن إليك بإرسالك، بالحمل لهم على كل ما أمرك به متى ما أمرك، ولا يهولنك قولهم، فإنهم مغلوبون لا محالة، ولا تتأمل عاقبة من العواقب، بل أقدم على الأمر وإن ظن أن فيه الهلاك، فإنه ليس عليك إلا ذلك.
وأما نظم الأمور على نهج السداد في إظهار الدين، وقهر المعاندين، فإلى الذي أمرك بتلك الأوامر، وأحكم الشأن في جميع الزواجر؛ ثم علل ذلك بقوله: {إنك} مؤكدًا له بحسب ما عندهم من الإنكار {لعلى هدى مستقيم} فإنه تأصيل العليم القدير وإن طرقه التغيير.
ولما أمره بالإقبال على ما يهمه، والإعراض عن منازعتهم، في صيغة نهيهم عن منازعته، علمه الجواب إن ارتكبوا منهيه بعد الاحتهاد في دفعهم، لما لهم من اللجاج والعتو، فقال: {وإن جادلوك} أي في شيء من دينك بشيء مما تقدم من أقوالهم السفسافة أو بغيره {فقل} معرضًا عن عيب دينهم الذي لا أبين فسادًا منه: {الله} أي الملك المحيط بالعز والعلم {أعلم بما تعملون} مهددًا لهم بذلك، مذكرًا لنفسك بقدرة ربك، قاطعًا بذلك المنازعة من حيث رقّب، متوكلًا على الذي أمرك بذلك في حسن تدبيرك والمدافعة عنك ومجازاتهم بما سبق علمه به مما يستحقونه؛ قال الرازي في اللوامع: وينبغي أن يتأدب بهذا كل أحد، فإن أهل الجدل قوم جاوزوا حد العوام بتحذلقهم، ولم يبلغوا درجة الخواص الذين عرفوا الأشياء على ما هي عليه، فالعوام منقادون للشريعة، والخواص يغرفون أسرارها وحقائقها، وأهل الجدل قوم في قلوبهم اضطراب وانزعاج.
ولما أمره بالإعراض عنهم، وكان ذلك شديدًا على النفس لتشوفها إلى النصرة، رجاه في ذلك بقوله: مستأنفًا مبدلًا من مقول الجزاء تحذيرًا لهم: {الله} أي الذي لا كفوء له {يحكم بينكم} أي بينك مع أتباعك وبينهم {يوم القيامة} الذي هو يوم التغابن {فيما كنتم} أي بما هو لكم كالجبلة {فيه} أي خاصة {تختلفون} في أمر الدين، ومن نصر ذلك اليوم لم يبال بما حل به قبله {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} [الشعراء: 227] قال البغوي: والاختلاف ذهاب كل واحد من الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{ما لم ينزل} من الإنزال ابن كثير وأبو عمرو وسهل. والآخرون بالتشديد {يصطون} بالصاد مثل {بصطة} [الآية: 247] في البقرة {الذين يدعون} بياء الغيبة: سهل ويعقوب.

.الوقوف:

{بأمره} ط {بإذنه} ط {رحيم} o {أحياكم} ز لأن ثم لترتيب الأخبار {يحييكم} o ط {لكفور} o {إلى ربك} ط {مستقيم} o {تعملون} o {تختلفون} o {والأرض} ط {في كتاب} ط {يسير} o {علم} ط {نصير} o {المنكر} ط {آياتنا} ط {ذلكم} ط {النار} ط {كفروا} ط {المصير} o {فاستمعوا له} ط {اجتمعوا له} ط {منه} ط {والمطلوب} o {قدره} ط {ومن الناس} ط {بصير} o {خلفهم} ط {الأمور} o {تفلحون} o ج للآية مع العطف {جهاده} ط {حرج} ط {إبراهيم} ط {الناس} ج للعطف مع الفاء {بالله} ط {مولاكم} ط {النصير} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هم نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ}.
اعلم أنه تعالى لما قدم ذكر نعمه وبين أنه رؤوف رحيم بعباده وإن كان منهم من يكفر ولا يشكر، أتبعه بذكر نعمه بما كلف فقال: {لّكُلّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هم نَاسِكُوهُ} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
إنما حذف الواو في قوله: {لِكُلّ أُمَّةٍ} لأنه لا تعلق لهذا الكلام بما قبله فلا جرم حذف العاطف.
المسألة الثانية:
في المنسك أقوال: أحدها: قال ابن عباس عيدًا يذبحون فيه وثانيها: قربانًا ولفظ المنسك مختص بالذبائح عن مجاهد وثالثها: مألفًا يألفونه إما مكانًا معينًا أو زمانًا معينًا لأداء الطاعات ورابعها: المنسك هو الشريعة والمنهاج وهو قول ابن عباس في رواية عطاء واختيار القفال وهو الأقرب لقوله تعالى: {لِكُلّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً ومنهاجا} [المائدة: 48] ولأن المنسك مأخوذ من النسك وهو العبادة، وإذا وقع الاسم على كل عبادة فلا وجه للتخصيص.
فإن قيل هلا حملتموه على الذبح، لأن المنسك في العرف لا يفهم منه إلا الذبح؟ وهلا حملتموه على موضع العبادة أو على وقتها؟ الجواب: عن الأول لا نسلم أن المنسك في العرف مخصوص بالذبح، والدليل عليه أن سائر ما يفعل في الحج يوصف بأنه مناسك ولأجله قال عليه السلام: «خذوا عني مناسككم» وعن الثاني: أن قوله: {هُمْ نَاسِكُوهُ} أليق بالعبادة منه بالوقت والمكان.
المسألة الثالثة:
زعم قوم أن المراد من قوله: {هُمْ نَاسِكُوهُ} من كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم متمسكًا بشرع كاليهود والنصارى، ولا يمتنع أن يريد كل من تعبد من الأمم سواء بقيت آثارهم أو لم تبق، لأن قوله: {هُمْ نَاسِكُوهُ} كالوصف للأمم وإن لم يعبدوا في الحال.
أما قوله تعالى: {فَلاَ ينازعنك في الأمر} فقرئ {فَلاَ ينزعنك} أي أثبت في دينك ثباتًا لا يطمعون أن يخدعوك ليزيلوك عنه.
وأما قوله: {فَلاَ ينازعنك} ففيه قولان: أحدهما: وهو قول الزجاج: أنه نهى لهم عن منازعتهم، كما تقول لا يضاربنك فلان أي لا تضاربه والثاني: أن المراد أن عليهم اتباعك وترك مخالفتك، وقد استقر الأمر الآن على شرعك وعلى أنه ناسخ لكل ما عداه.
فكأنه تعالى نهى كل أمة بقيت منها بقية أن تستمر على تلك العادة، وألزمها أن تتحول إلى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فلذلك قال: {وادع إلى رَبّكَ} أي لا تخص بالدعاء أمة دون أمة فكلهم أمتك فادعهم إلى شريعتك فإنك على هدى مستقيم، والهدى يحتمل نفس الدين ويحتمل أدلة الدين وهو أولى.
كأنه قال ادعهم إلى هذا الدين فإنك من حيث الدلالة على طريقة واضحة ولهذا قال: {وَإِن جادلوك} والمعنى فإن عدلوا عن النظر في هذه الأدلة إلى طريقة المراء والتمسك بالعادة فقد بينت وأظهرت ما يلزمك {فَقُلِ الله أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} لأنه ليس بعد إيضاح الأدلة إلا هذا الجنس الذي يجري مجرى الوعيد والتحذير من حكم يوم القيامة الذي يتردد بين جنة وثواب لمن قبل، وبين نار وعقاب لمن رد وأنكر.
فقال: {الله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القيامة فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} فتعرفون حينئذ الحق من الباطل، والله أعلم. اهـ.